أشار البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرّاعي، في عظة له في بازيليك سيدة لبنان خلال رسامة المطرانين رفيق الورشا وسيمون فضّول ، إلى أنه "بالأمس كان افتتاح مؤتمر باريس لدعم الاقتصاد في لبنان كعنصر أساسي للاستقرار مشكورة الدّول الّتي شاركت وأقرّت مساعدات ومشكور الرّئيس الفرنسي ماكرون الّذي دعا ونظّم"، معرباً عن "امله أن تُصرف القروض الميسّرة والهبات في مشاريع انتاجيّة من أجل التّخفيف من الدَّين العام والعجز وإيجاد فرص عمل، وأن تلتزم الدّولة اللبنانيّة بالإصلاحات الماليّة والهيكليّة والكهربائيّة المطلوبة وفي البنى التّحتيّة، من أجل الحصول على هذا الدّعم، وبما أنّ الفساد ضارب بشكل مخيف ومتأصّل في النّفوس، بات من الضّرورة بمكان وضع آليّة رقابة دوليّة مباشرة، تقودها فرنسا، من أجل حسن تثمير القروض والهبات".
وأشار الى أنه "في إطار خدمة الحقيقة، لا بدّ من إلقاء الضّوء مجدّدًا على الصّعوبات الّتي تمرّ فيها المدرسة الخاصّة بنتيجة تداعيات القانون 46/2017، وتنذر بإقفال العديد من المدارس الخاصّة، إذا لم تتحمّل الدّولة كلفة الدّرجات السّت الاستثنائيّة المرهقة للمدرسة والأهل، وإذا استمرّ العديد من أهالي الطلاّب في إحجامهم عن دفع الأقساط الحاليّة المتوجّبة عليهم، ومن دون وجه حقّ. ما يعني أنّ المدرسة ستتوقّف عن دفع رواتب المعلّمين والموظّفين الشّهريّة فيعانون هم وعائلاتهم من الضّائقة الماليّة، وتضطرّ بالتّالي إلى إقفال أبوابها نهائيًا فتتفاقم الأزمة الاجتماعيّة، ويُقضى على العام الدّراسي، ثمّ على التّعليم النّوعي والتّربية في لبنان، أعني على ثروته الوطنيّة. في كلّ هذه الأمور يتحمّل المجلس النيابي والحكومة مسؤوليّة كلّ هذا الخراب. فمن يُشرّع مُلزم بالتّمويل".
وأعلن أنه "من أجل قول الحقيقة أيضًا، تخيفنا جدًا، وكلَّ الشّعب اللبناني، المادّة الخمسون الّتي أضيفت بسحر ساحر على موازنة العام 2018 وهي أنّ "كلّ عربي أو أجنبي يشتري وحدة سكنيّة في لبنان، يُمنح إقامة دائمة له ولزوجته ولأولاده القاصرين" أهذه مقدّمة لاكتساب الجنسيّة، وللتوطين خلافًا للدستور؟ لماذا هذا السّخاء في بيع أرض لبنان ومنح الإقامة والجنسيّة؟ ثمّ من هم الأشخاص والشّركات الّذين يمتلكون هذه الشّقق؟ وهل وراء هذا التّرغيب المضرّ بالوطن صفقات ماليّة وسياسيّة؟ ولمن؟ فيا ليت المسؤولين عندنا يرسمون بالأحرى سياسة سكنيّة بمشاريع تمكّن المواطن الّلبناني العادي الحصول على مسكن بشروط ميسّرة، والبقاء على أرض الوطن".
وأشار إلى أن "الكرسي البطريركي مؤتمن على قول مثل هذه الحقيقة وسواها، لانه يخاطب الضمائر، أيّها الأسقفان الجديدان، في رسامتكما الأسقفيّة، رمزان يدلاّن على جوهر الأسقفيّة الرّمز الأوّل وضع اليد هو الرّب نفسه يضع يده المقدّسة ويمتلك كلّ واحد منكما، ويقول له "أنت تحت حماية يدي وقلبي. اتبعني و لا تخف! أنا معك. لن أتركك. فلا تتركني ويكتمل وضع اليد بالإنجيل المفتوح فوق رأسيكما ليكون لكما القوّة والطّريق في الرّسالة؛ وبنقل نعمة القربان إلى رأسيكما فيحلّ الرّوح القدس عليكما بمواهبه السّبع"ن مشيراً الى أن "الرّمز الثّاني، مسحة يديكما والرأس بالميرون، علامة للسلطان الأسقفي الّذي يمنحكما إيّاه الرّوح القدس مع القوّة والشّجاعة والحكمة. فالرأس أداة التفكير والتّخطيط، واليد أداة العمل والقدرة. المسيح الرأس يجعلكما رأسًا وسط الجّماعة، ويمسح أيديكما لتكونا يديه للبركة والعطاء، وللخدمة والرّسالة".
وختم بالقول أنه "بهذين المفهومين تجيبان الرّب يسوع مثل سمعان-بطرس: "نعم يا ربّ، أنت تعلم أنّي أحبّك حبًا شديدًا وهو بالثّقة الكبيرة يجيب إرعَ خرافي!" لمجد الثّالوث القدّوس الآب والابن والرّوح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".